من طرف أعلنت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، الاثنين، أنّها قتلت 55
مسلّحا، ردا على هجوم استهدفهم شرق أفغانستان.وفي مواجهة منفصلة، ذكر مصدر
أفغاني مطلع أن هجوماً شنته قوات التحالف على مسلحين شرقي أفغانستان أوقع
قتيلين مدنيين، من بينهم طفل.
وفي العملية الأولى، أوضح بيان للتحالف أنّ
قواته تعرّضت لإطلاق نار من مسلحين كانوا يستخدمون قذائف الأر بي جي في
منطقة زيروك التابعة لإقليم باتيتكا، الجمعة.
وعلى الفور، شنت قوات التحالف قصفا جويا وعملية برية أديا إلى مصرع 55 مسلحا، وجرح 25 آخرين.
وأضاف البيان أنّ العملية أسفرت أيضا عن اعتقال ثلاثة مسلحين.
ووقع الحادث الثاني، أثناء ضربة استهدف بها التحالف عناصر مسلحة كانت تقوم بزرع قنبلة في مقاطعة "كوقياني بإقليم "نانغارهار."
وقال حاجي زلماي، حاكم المقاطعة، إن صاروخا أطلق من مروحية ضرب إحدى
مساكن البلدة مما أسفر عنه مصرع رجل وابنه البالغ من العمر أربع سنوات.
وأكد ناطق باسم القوات الدولية الهجوم، الذي جرى مساء الأحد، إلا أنه نفى علمه بسقوط ضحايا مدنيين.
وذكر الملازم الأول نيثن بيري أن الهجوم استهدف أربعة مسلحين كانوا
ينصبون كميناً في مقاطعة "كوقياني"، مضيفاً: "ليس هناك تقارير بوقوع ضحايا
مدنيين."
وتجمع المئات من سكان المنطقة في مسرح الحادث مرددين الهتافات المناوئة للولايات المتحدة ومطالبة الحكومة بمعاقبة الفاعلين.
وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد وجه العام الماضي انتقادات لاذعة
للقوات الدولية في بلاده محملاً إياها مسؤولية قتل مدنيين خلال عمليات ضد
المليشيات المسلحة.
وتعكس انتقادات كرزاي تنامي السخط الشعبي من تصاعد سقوط المدنيين، خلال
العمليات التي يشنها حلف شمال الأطلسي "ناتو" لاجتثاث مليشيات حركة طالبان
والقاعدة اللتين صعّدتا من هجماتهما ضد القوات الدولية منذ عام 2007.
وحمل كرزاي بعنف على القوات الدولية قائلاً "الاستخدام غير المناسب
للقوة للتعامل مع الأوضاع، بجانب عدم التنسيق مع الحكومة الأفغانية،
يتسببان في سقوط هؤلاء الضحايا."
وطالب الرئيس الأفغاني، الذي يعتمد على دعم الغرب لتأمين سلطاته، قوات
الناتو بضرورة البدء في في التنسيق والاستماع إلى توصيات حكومته.
ونوه قائلاً في هذا السياق "عليهم التنسيق معنا.. عليهم تعزيز المزيد
من قوى الجيش الوطني الأفغاني.. عليهم مساعدتنا في بناء قوات أمن نشأت في
هذا المجتمع ومن هذا المجتمع."
وصب جام غضبه على تلك القوات قائلاً "لا يمكن لهم أن يأتوا بمعايير من
دولهم في الغرب ومحاولة تطبيقها في أفغانستان، فهذه دولة مختلفة.. لديها
نظام قّيم مختلف وتركيبة مجتمع مغايرة، من الآن فصاعداً عليهم العمل
بطريقتنا.. وهذا هو الأسلوب."
